ظُلْمُ الْهَوَى
شَكَتْنِـي لِشَوْقِ الْهَــــوَى وَ الْأَرَقْ *** وَ أَضْنَى النَّوَى خَاطِـرِي الْمُحْتَـرِقْ
وَ مَا هَمَّهَا الشَّوْقُ إِنْ جَاشَ قَلْبِي *** وَ لَا اللَّيْلُ إِنْ طَــالَ يَطْـوِي الأفُـقْ
تَقَلَّبْتُ فِـي مَرْقَــدِي وَ الْكَرَى فِي *** جُفُونِـــي سَقِيــمٌ يُجَافِي الْحَدَقْ
وَ نَاءَتْ عَنِ الْأُنْسِ نَفْسِي كَأَنِّـــي *** غَرِيــبٌ شَـرِيـدٌ بِمَنْفَــى الْغَسَــقْ
وَ هَانَ احْتِمَــالِـي وَ مَا قَدْ تَبَقَّـــى *** مِنَ النَّبْضِ فِي مُهْجَتِـي كَالرَّمَـقْ
وَ لَمْ أَرْضَ ظُلْمَ الْهَوَى فِي حِمَـانَا *** فَوَاجَهْـتُ حُزْنِـي وَ عِــبْءَ الْقَلَــقْ
وَ كَاشَفْتُ نَفْسِي وَ نَاجَيْتُهـَا كَـيْ *** أَرَى عِلَّــةَ الْمُشْتَـكَـى فِـي الْأَرَقْ
وَ هَشَّمْتُ وَجْهَ انْتِظَـارِي وَ ظِلِّـي *** وَ طَيْفًــا وَرَاءَ الصَّــدَى الْمُخـْتَـنِــقْ
وَ كَسَّـــرْتُ أَطْـرَافَ لَيْــلٍ شَقِـــيٍّ *** يَلُفُّ الْمَـــدَى في انْكِسَارِ الْأَلَــــقْ
وَ لَمَّا رَأَتْ مِــنْ غَرَامِــي جُنُـــونًــا *** وَ أْبْــدَتْ لَهَـــا الْعَيْــنُ سِـرَّ الْحَنَـقْ
أَحَسَّـتْ بِــهِ ثُــمَّ رَقَّــتْ، بِشَـــوْقٍ *** تَمَنَّتْ وِصَــالِــي بِشَتَّــى الطُّــرُقْ
فَنَدَّيْـتُ عُــودَ الْقَــوَافِــــي بِعِطْــرٍ *** شَــذَاهُ ارْتَــوَى مِنْ لُعَـابِ الشَّفَقْ
وَ أهْــدَيْتُهـَا حُــبَّ قَلْبِــي هُيَــامًـا *** بِإِيقَــاعِ شَــــدْوٍ جَمِـــيلِ النّسَـــقْ
وَ لَمْ يُنْكِـرِ الشِّعْــرُ شَيْــئًا عَلَيْــهَـا *** وَ لَـــمْ أَنْسَ أَفْضَــالَهَــا كَــالْغَــدَقْ
لِأَنِّـــي لَهَــا بُحْــتُ سِـرَّا وَ مِنْـهَـــا *** تَعَـــلَّمْــــتُ حُبًّا جَمِـــيلَ الْخُــــلُقْ
وَ أَنّْــــي لِقَلْبِــي تَمَنَّــيْـتُ مِنْـهَـــا *** مَزِيــــدًا مِــنَ الْحُــبِّ حَتَّى الْغَـرَقْ
مَعًا فِي نَعِيمِ الْمُنَى وَ الْرُؤَى فِي *** حِمَــى اللَّهِ رَبِّ الْــوَرَى وَ الْفَلَـــقْ
الرقاص عبد الفتاح - المغرب