**اللقاء: غابة وفجاج وشوارد اللّغة **
شعر الصادق الهلالي
أثلجَتْ سَمَاكِ، أثلجْتِ النّفْسَ فاطمأنَّتْ بعد وَجَسٍ من صُدودك
الْتفاتةٌ أوْقدَتْ قلبيَ الضّامئ وشغفني طلُّكِ وطلَلُك وشرودك
فألفيْتُني هيْفان مِهْيافا ضمئا أنشُدُ فَيْءَ ظلال وادٍ شَجيرٍ، أهدابِ جفونِك
لأشطأ على ضفاف بحرها الهادي أرسم بإثمد كحلَ عيونِك
لأنعمَ بحُسنك قانعا بمرأى سحرِ أشجارٍ ساجعة راضيا بوجودك
فَيْنانةٌ، نقيّة، تتوهّج مِنْ نوّارك أذكى رائحة، تسطع وينتشر طيبك
شدْوُ مسكٍ ينْسَمُ نسْما، يهزّني ، يدفعني إليك ِيجعلُني أقول أريدك
طيِّبَة الأنفاسِ، ضحوكٌ، فكهةٌ، أستَعذي وأستَطيب صمودَك
أراكِ بخيالي تدمْشقْتِ بدِمقسٍ وديباج أبيض خالص هو سرّ خلودك
حسنٌ ورونقٌ، نعمةٌ من الله، زانها خيلاؤك ، فيْهَقُك وهدوؤك
تتمايَسُ أمامي أفنانُك، فأحتسي اللّذّات رغم توَجُّسِ آلامِ هجركِ وضِمارِ وُعودِك
لمَّا تسيرين هادئةً أنتشي لوقْع خَطوٍ، لرَفّ أوراقٍ، لصلابة عُودِك
تأسَرُني أعطافك بنظرةٍ، تنحرني الأهدابُ، لا أستطيع فكَّ قُيودك
عِتقُ جمالِ الغاب يجعلني أتوه، لا أعرِفُ لي وجهةً، أتسمّعُ أين نشيدُكِ ؟
أتصبّرُ، علِّيَ أنصت أصداءَ، علِّيَ أكشفُ نبرةً، لحنا جميلا يفكّ لغزَ غُمُوضَكّ
سِرت وراء الأسراب، أقتربُ منها أناجيها علِّيَ أكشف سِرَّ هديرِكِ وجمودِكْ
فما نلت إلاّ سهامَ لحظ حُسنِك، مزّقت فؤادي، قتلتِني ببردك وبرودك
أبيتُ مُعنَّى، يفيض قلبي دموعا بنارِ الهوى، جئتك صائدا فكنتُ مَصيدك
فما الحبّ إلاّ صيهبٌ لوقّادٍ صارتْ لياليه دلماءُ، يكتوي بصَهيدك
سريعٌ توقُّدُ قلبه، الضّورُ يضنيهِ، يُفيضُ هوامع دمعه، فلا تنسيْه عند سجودك.....
الشاعر الصادق الهلالي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire