الشاعر غازي الرقوقي / رمضان في الشآم

الشاعر غازي الرقوقي

--------------

..........

رمضان في الشآم............

عشقتها للسمراء بقلبي الخفاق
هي روحي وعطري وترياقي

تسبي القلوب بجمالها وحسنها
أريجها الياسمين تتألق بالإشراق

هي من زمن الجدود حكاية
مكان للشعراء وملتقى العشاق

نسيمها مجد وحضارتها إباء
زينة المدائن تلمع كالبراق

أسوارها نضال وأبوابها صمود
ومآذن الأموي تسحر الأحداق

وسوق الحميدية والقلعة تاريخ
شعبها كريم وطيب الأخلاق

ومياه بردى تنعش دمشق
والزرع في غوطتيها بين السواقي

رجالها عز ونسائها فخر
وقاسيون بشموخه فيه التلاقي

هذي الشآم ديار الصالحين
شامة الدنيا بالحب والوفاق

ونحن أبناء الأرض وأصحابها
سقيناها بدماء الشهداء والمآقي

فغير هواها على قلبي حرام
فيها جذوري وأصلي وأرزاقي

فيا رب احفظ الشام وأهلها
هي عشقي وغرامي وأشواقي

رضعت الحليب منها صغيرا
والآن كهلا لازالت بأعماقي

رمضان أقبل والمساجد خالية
والناس كأنها في إحتضار وسياق

هو خير الشهور ببهجته
وليلة القدر طيبة المذاق

ويتبعه عيد الفطر وبركاته
تضيء البلاد وتتنزين بالأوراق

فيا رب فرج عنا بلطفك
ولا تجعل المساجد دائمة الإغلاق

اشتقنا لهذه الأيام المباركة
والصيام وصلاة التراويح والعناق

نتضرع إليك فأنت خالقنا
فارفع عنا الوباء بمصل واق

فجندك رسالة وصلت إلينا
فلا تجعل موتنا بالإختناق

لقد تهنا وبعدنا عن ديننا
وركضنا خلف المناصب في سباق

وتركنا آيات القرآن والحديث
وارتكبنا الذنوب مع الرفاق

فيا رب إغفر وارحم عبادا
عادوا لدينهم من بعد الإنزلاق

فالقرآن دستورنا ومحمد نبينا
فأنعمنا برضاك لابالإحتراق

واجعل السلام ينتشر في بلادنا
ليبتهل الخزام بشعبها الراقي

وينجلي الظلم عن أرض شامنا
فقد كثر فيها الفسوق والنفاق

واستوطن الأغراب بأرضنا وديارنا
وانتشر الكذب والظلم والسراق

فيا رب الناس استجب دعاءنا
نتلمس الدعاء بظلمة الأغساق

بيوتك اشتاقت للتكبير والتهليل
والقبلة تبكي زوارها والإشتياق

نتمسك بالأمل ونسجد خاشعين
فارحمنا واغفر لنا بالإشفاق

غازي الرقوقي
دمشق..........سوريا