vendredi 22 février 2019

حزين // الشاعر عبد اللطيف شاكير

حزين...!

وأنت تفتح عينيك،

في بداية كل صباح.

حزين وأنت تنظر إليك،

في مرآة الحياة؛ 

لترى الحزن يسكن منك القسمات.

حزين...!

وأنت تأخذ وجبة فطورك،

على إيقاع انفجارات،

وأخبار الراديو القديم،

وآيات محكمات تُرَتَّلُ،

تُذَكِّرُكَ بالويل وسقر.

حزين حين تنظر إلى طائر...، 

حط على مائدتك،

يشاركك الفتات،

يذكرك بالوحدة الموحشة،

وأولئك الذين مُنِعَت عنهم الأقوات،

وغرقت أصواتهم في بحر الآهات.

حزين، وخيوط الشمس تعبر نافذتك،

لتفصلك عن باقة ورد ذابل، 

كنت ستهديها بالأمس، 

إلى امرأة لم تأت،

ولن تأتي.

حزين وأنت تقرأ الجريدة،

تتعاقب عليك مرارة البن الرخيص،

ومرارة الأخبار الكاذبة.

حزين وأنت تبحث في صفحة الثقافة،

لتجدها مليئة بالقرف والسخافة:

فقيه يلعن الشعر ...!

ودكتور يحاضر في السحر.

كلما كبر الإسم،

كبرت المساحات.

حزين جدا ......!

وأنت تقلب صفحة الوفيات،

ولا تجد فيها اسمك بين الأسماء. 

حزين جدا

وأنت تدخن لفافة تبغ،

في انتظار قصيدة.....،

تخفف كل هذا الحزن، 

لكنها لا تأتي أبدا

ولن تأتي.

وتخرج لتمشط الأرصفة والطرقات،

علك تلتقي بها،

في مكان ما قبل المغيب.

حزين والنهار يغمض عينيه،

وأنت تقارع نبيذ الأوجاع،

على ذكرى نهار بئيس.

ولا تثمل.

وسعيد جدا ...!

لأنك تركت الحزن تحت الوسادة،

واستسلمت لحلم السرير،

في انتظار صباح،

قد لا يخلو هو الآخر من الأحزان.

عبد اللطيف شاكير

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire