jeudi 31 octobre 2019

تماثيل للمخبز // بقلم الشاعر قدري المصلح

قصيدة تماثيل للمخبز _______

قالت متسولة
شاهدت عارية وأنا أتسول فخجلت 
أعطتني الخبز وندمت لأني سألت 
حملت الخبز إلي أطفالي 
واغتسلت 
وعدت فإذا اطفالي نائمين
بجانب الخبز 
ومضى العمر وظلوا نائمين 
إلى اليوم الذي كان عليّ فيه 
أكل الخبز 
وأنا عارية 
لأن اليد التي أعطتني 
كانت يد عارية 
ولم أرى طفل من أطفالي بيده 
رغيف خبز  ...

قالت صغيرة
وقفت باب المخبز ساعتين 
شاهدت الخباز 
يعجن ويقطع ويخبز 
وكلما مر عابر 
طلب رغيف خبز واحد 
وأمي طلبت مني جلب عدة أرغفة 
مرت الساعتين 
من قال بأن المخبز أغلق بابه 
أقسم بانه قال للخباز 
لماذا لم تعط الطفلة 
رغيف الخبز  ....

قالت حبيبتي 
ماذا تريد 
قلت رغيف خبز 
فضحكت وضحكت وكأني عمري خسرت 
وكأني كنت كالطفلة باب المخبز 
كلما مر عابر 
أخذ رغيف خبز 
وكلما مررت أنا من جانب المخبز 
سمعت من يقسم 
للطفلة التي صارت الآن تمثالا باب المخبز 
بأنه سأل الخباز 
لماذا لم تعط الطفلة
رغيف خبز  ....

قالت أمي 
أنا أعطيكَ رغيف خبز 
أعط منه لحبيتكَ وللخباز والطفلة
 وللذي أقسم باب المخبز 
الآن
 أحمل الخبز وأصل للمخبز 
إنهم يا أمي تماثيل 
صاروا حجارة 
أخاف أن يصبحوا طيورا 
أو رجال يمسحون بالشمس 
تأخرنا يا أمي 
ولا أسمع إلا صدى صوت 
رجل يقسم بأنه قال للخباز 
لماذا لم تعط 
الطفلة رغيف الخبز 

الديوان لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان 
للشاعر قدري المصلح 
قصيدة تماثيل المخبز.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire