طارق المحارب ..
9/11/2018
على لسان الحياة..
لكلِّ سعْدٍ إذا ما( حلَّ) إحجامُ
وما تدومُ عليكَ (الحاءُ واللامُ)
هيَ الحروفُ كما شاهدْتَها صِيَغٌ
بعضٌ يسرُّ وبعضُ الحرفِ هدَّامُ
والقولُ عِندَ سديدِ الرَّأيِ مَوعِظةٌ
والقولُ عندَ عديمِ الرَّأيِ إظلامُ
والقلبُ فيهِ نواتانِ اثنتانِ هُما
خيرٌ وشرٌّ ورَبُّ القلبِ علَّامُ
كلٌّ إذا ما سقيْتَ الماءُ انبتَها
فلا تَغرَّنْكَ في دُنياكَ أوهامُ
والطَّيرُ إنْ غرَّهُ فخٌّ قضى سَغباً
والجهلُ يعذرُهُ والجوعُ إيلامُ
ما أنتَ كالطَّيرِ حتَّى تعتلي شَرَكاً
والعقلُ فيكَ إذا حاكمْتَ إلهامُ
فانظرْ إلى هذهِ الدُّنيا كمِ اتَّسعتْ
وكمْ رمتْها بضيقِ العيشِ أيَّامُ !!
لا تأمنَنَّ ليومٍ جاءَ مُبتسِماً
طربْتَ فيه فسالتْ منكَ أنغامُ
ما بينَ صبحٍ وظهرٍ ربحُهُ عصفتْ
كأنَّ ما أبهجتْهُ الصُّبحَ أنسامُ
ياصَبْوةَ النَّفسِ هلَّا كنْتِ ناظرةً
فيمنْ عَتا عمرُهُ والشَّيبُ إعلامُ
والشَّيبُ عندَ زكيِّ النَّفسِ محكمةٌ
وعندَ مَنْ لوَّثتهُ النَّفسُ أسقامُ
و ما فُطِرْتَ على قُبحٍ وُصمْتَ بهِ
ولا دعتكَ لدربِ البغيِ أقدامُ
لكنْ هوَ الطَّبعُ غلَّابٌ وفيكَ هوىً
ما بينَ أضلعِكَ السَّوداءِ قوَّامُ
مَنْ يفعلِ الخيرَ في دنياهُ كانَ لهُ
مِثلُ الصَّلاةِ و صَومِ الدَّهرِ إكرامُ
كلُّ الرِّسالاتِ في التَّاريخِ هاديةٌ
إنجيلُ عيسى وسِفرُ الحَبْرِ أقلامُ
إنَّ النَّبيِّينَ مُذْ كانوا أئمَّتُنا
حتَّى ولو ضيَّعَ الأديانَ أقوامُ
والمسلمونَ إذا عُدُّوا فهمْ كُثُرٌ
والحقُّ : لاتُكثرُ الأتباعَ أرقامُ
والدَّارُ شاهدةٌ لو رُحْتَ تسألُها :
هلْ كلُّ منْ أسلموا يادارُ إسلامُ ؟!!
قالتْ هوِ الدِّينُ في الدُّنيا معاملةٌ
وكمْ منَ الخلْقِ قدْ ساؤوا وإنْ قاموا !!
و كمْ منَ الخلْقِ في أكلِ الحقوقِ عَتَوا
وهمْ على سنواتِ العمْرِ صُيَّامُ !!
فهمْ بحُكمِ وفقهِ الشَّرعِ مانظروا
ألهتْهُمُ عنْ أصولِ السَّرعِ أحلامُ
إنْ قلتَ حقّاً ولمْ يُعجبْهُمُ سخروا
فذاكَ خصمٌ وذاكَ السَّخصُ لوَّامُ
وذاكَ في كلِّ وادٍ هامَ مُنتقِصاً
منْ غيرِهِ ولكلِّ النَّاسِ ذمَّامُ
يبيعُ إخوانَهُ بالفلسِ مُنتشياً
وعندِهُ في اتِّجارِ الغَبْنِ أقسامُ
ويَدَّعي أنَّهُ في رزقِهِ نَزِهٌ
وأنَّهُ في بيانِ الحقِّ صَمصامُ
ويدَّعي كرماً ما كانَ صاحبَهُ
وليسَ في كفِّهِ وهْبٌ و إطعامُ
إنْ تستقمْ في طريقٍ ما استقامَ تَطحْ !!
لوما مضيْتَ فقدْ أنجاك إحجامُ
أو كُنْ إذاً كاعوجاجِ الدَّربِ تتبعُهُ
تلقَ النَّجاةَ وما في الجسمِ آلامُ !!
لا تجزعَنَّ منَ الدُّنيا إذا عبستْ
ووُريَتْ تحتَ خَطوِ العيشِ ألغامُ
فالنَّارُ ما أُضرِمتْ إلا لدى نُجُبٍ
وما استوى دونَ جمرِ النَّارِ إيلامُ
مرُّ الحياةِ سيجلو حينَ تغسلُهُ
والصَّبرُ للنَّائباتِ السُّودِ هضَّامُ
وإنْ بُليتَ بأفواهٍ النَّهيقِ فكنْ
كالنَّجمِ بُعداً ومافي القُربِ إرغامُ
و لا تُصافحْ يداً زرقاءَ لوَّنها
حِبْرٌ وأغرقها في الزُّورِ إبهامُ
فكلُّ كفٍّ معَ التَّسليمِ قائلةٌ :
هذا كريمٌ وذاكَ المرءُ نحَّامُ
وذاكَ منْ نبعةِ الأطيابِ مَشْرَبُهُ
وذاكَ منْ أرذلِ الأجناسِ مِحجامُ
و ذاكَ في العيشِ مِفتاحٌ لكلِّ ندىً
وذاكَ للنُّبلِ والأخلاقِ هدَّامُ
قدْ يُسعفُ الغدرُ ضبعاً في منازلةٍ
ويخذلُ النَّومُ ليثاً وهْوَ ضرغامُ
لكنْ هيَ الضَّبعُ في المَيْدانِ عادتُها
جُبنٌ وفَرٌّ وليثُ الغابِ هجَّامُ
ما كلُّ سيفٍ بساحِ الحربِ يقتلُنا
لكنْ لسانُ الفتى للنَّاسِ قصَّامُ
يبقى الفتى طاهرَ الأنفاسِ مَوردَنا
والموردُ العذبُ للحوباءِ إنعامُ
كلُّ الأناسِ الألى في الحُسنِ مرقدُهمْ
أعلامُنا والألى في السُّوءِ ما داموا
والنَّفسُ كالنَّفسِ في التَّكوينِ فِطرتُها
بيضاءُ .. إنْ أظلمتْ فالمرءُ ظَلَّامُ
أوصتْ بكَ الرُّوحُ في التَّنويرِ قائلةً :
هذا جميلٌ وذاكَ الأمرُ إجرامُ
والصَّخبُ صِنفانِ : صِنفٌ تستقيمُ بهِ
وآخرٌ لاعوجاجِ الخلْقِ خدَّامُ
والنّاسُ منهمْ غُيوثٌ تستغيثُ بهمْ
وآخرونَ بغيرِ الغدرِ ما عاموا
ما مدَّ في العمرِ جُبْنٌ تستظلُّ بهِ
ولا رأيْتَ الفتى يُفنيهِ إقدامُ
ما كلُّ كُبْرٍ ببطنِ المرءِ منْ شبعٍ
كمْ منْ بطونٍ نمتْ والشَّحمُ أورامُ !!
قَتْلُ الهوى في جنانِ المرءِ مَوْلدُهُ
لكنَّ قتلَ احترامِ النَّفسِ إعدامُ
طارق المحارب ..
بقلمي .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire