jeudi 28 mars 2019

قصيدة هلوسة الضباح //الشاعر محمد هالي

هلوسة الصباح
محمد هالي

بعد سخونة و تأجج المطالب،
و خفوتها..
و أيام من حيص بيص،
استفسرني الصباح بنكهة العلو،
طيور تصدر أصواتا غريبة،
و كأن الأصوات اخترقها مواء،
أو أزيز أحلام،
 لم يمهلني هذا الفزع لمواصلة النوم،
شجرة تحركها الريح، بعد يوم شبه ماطر،
 أراقب النافذة، 
و هي ترسل لي سباق البشر في متاهات التسارع،
لا تتوقف عن المشي في ذهول اللقمة المرة،
شواء الدجاج بدأت تنبعث من بعض المطاعم البسيطة،
لم أر سوى أَكَلة الفول،
"بصارة" مزيتة بخبز التوى من كثرة تنظيف المنضدة من السوائل المتدفقة،
كثيرة هي الوجوه الشاحبة،
بئيسة..
 تنعشها أكواب من الشاي الدافئة،
تنتظر القبول بعمل مضني،
متعب..
صيحات الباعة، بتخفيضات مقبولة، تراعي العوز المستشري في سواعد البؤس المختلفة،
سيارات الأجرة، تحرك صافرات الإنذار للركوب..
حافلات مكتظة بآدميات مختلفة،
ضجيج لا يُقهر.
تشمرت على حافة الرؤيا،
كانت النافذة ترسل هذا الصباح، 
الذي لا يختلف عن كل الصباحات السابقة،
آلام كثيرة تطفو،
أحزان تتأتي من شحاذين،
 يلحنون الرأفة،
 و التعاطف..
أسمع أنين امرأة تثقن الطلب،
بكاء طفلة صغيرة بجانبها،
بعض المشردين يجوبون الإزدحام من أجل فطور مشعود،
لصوص تتربص بالمارة من فوهة الإزدحام ،
تحاول الحصول على أجرة اليوم للإستمرار..
غضب يتفجر هناك،
شتائم تنوي الإستفراد بالهيمنة،
ضعف كالحرباء، يظهر فيه نوع من القوة..
صباح اليوم منعزل كالضباب يسري في التاريخ،
أطفال أبرياء تجر محافظ أضخم من الأجساد..
و يمامات اعتادت على الزحام،
تتسابق وسط المارة للحصول على لقمة الصباح..
حملت كوبي جهة السماء،
كانت قهوة معسلة من نوع خاص،
رشفت،
رشفت...
و قلت لكم:
 يومكم ككل أيامكم،
و صباحكم عسل.
محمد هالي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire