فِراقُ الأحِبّهْ( من بحر الرّمل )
نظم الشّاعر الصادق الهلالي
كم دَرَجْنا ، ومَشَيْنا ، وعَدَوْنا
في مَتاهات التّصَافِي والحنينْ
كمْ لَعِبْنا، ولَهَوْنَا، وشَهِدْنا
لَيَالِينــا ، تَتَتَالــى ، ضاحِكِيــنْ
كم غَدَوْنا والعصافيرَ نُغنّي
لاشتِراكِ الطّيْرِ شَدوًا والرّنِينْ
كم عدَدنا مِنْ نُجُومٍ مَازِحِينْ
فالسّمَا(ء)والغابُ كنزٌ لي ثَمِينْ
كَم مِنَ الأوقاتِ مرّتْ، قَد بَنَيْنا
مِنْ خَيَالٍ صَرْحَنا ، مُستبْشِرِينْ
هَلْ يَدُومُ الابتِهاجُ الحَقُّ يوْمًا ؟
واخْتِفاقُ الرُّوحِ فينا والوَتِينْ ؟
مِنْ فِـــراقٍ نَتَـــأذَّى فجْأَةً
بِارتِحالٍ لِغَوالِينـا ، مُبِــينْ
أصدِقاءِ العُمرِ ، خِلٍّ أوْ قَرينْ
هَلْ نُدينُ الهَجْرَ أمْ غَدْرَ السِّنينْ؟
أو خَليلاً قَد جَفَا، نَاسِي الوَفاءْ ؟
غافِلاً: عَنْ عادَةٍ ، دُنْيَا ودِينْ. ؟
بَعدَ أنْ فرَّقَ هَجْرٌ ، أوْ رَدًى
رِفْقَةً حَتّى، تَرَكُونِي حَزِينْ
أَوَنَنْسَى في تَآسِينا الخَدِينْ
أوْ أنِيسًا بَعدَما عِشْنَا، فَارِحِينْ
حَيْثُ نَسعَى في بِلادِ اليَاسَمِينْ
نلْتَقِي بِ«العَيْنِ »بُستانِ العاشِقِينْ
في فِجاجٍ ابْتَكَرْنا مِنْ تُراثٍ
صَارَ أطْلاَلا ،ً لِلأُسْـــدِ عَرِيــنْ
غَيْرَ أنَّ النَّفْسَ، ما تَرضى تَلِينْ
لَمْ تَطِبْ ، فالجُرحُ أَضْنَانِي مَكِينْ
مِنْ فِراقٍ لِلْأَبِ الغَالِي ، أشْقَى
هَلْ نُدِينُ المَوْتَ ، وهْوَ حَقٌّ يَقِينْ؟
ذَرَفَانُ العَيْنِ دَمْعًا والبُكاءْ
هُوَ أيْضا، أجْلَ نَفْسِي والبَنِينْ
في زَمَانٍ ، صار لا يَشْقَى مُشِينْ
(آمِلاً أنْ تزْرَعُوا خَيْرًا يَزِين)
الشّاعر الصّادق الهلالي

RépondreSupprimerالله يرحمه وينعمه بالفردوس