samedi 2 mars 2019

أنا والشيطان // الشاعر عبد اللطيف شاكير

أنا والشيطان..!

ثمة من سرق الخطو من المسار، 
والزحف يطوي الأرض مسافات.
أمشي إلى حيث العواء، 
والصدى غواية وكمين. 

يلف الضباب هذا الأفق،
أغمس وجهي فيه،
وأنثر جوعي وشهوتي في الأرض،
لتنبت القصيدة مشوهة،
تماما، كما يليق بضبابية المشهد،
وكما يليق بوجع الأرض المزمن.

كم كنت مغفلا! 
حين حسبت أن للضباب نوافذا،
لا حيلة لمن يكابر وأرضه سراب،
وسماؤه سحابة صيف.
لم أعد أميز وجهي بين الوجوه،
تشابهت الأقنعة والنفاق واحد.

ساذج أنا وغر!
حين غرست فسائل الصمت في البستان،
وصار النخيل يئن من فعلتي،
يتمنى لو اجتاحه طوفان.
أطلقت السهام جزافا نحو السماء،
لتستقر في صدري العاري،
وتهوي النجوم رجما بالظنون.

لم يكن هناك من يسترق السمع
من وراء حجاب.
كنت أنا والشيطان،
نقارع النبيذ،
يحكي لي فتوحاته المجيدة،
وأحكي له حكاية امرأة....
أحببتها ذات جراحة قلب مفتوح.

لم أعد كما كنت! 
ثمة من اختزل المشهد في ومضة،
في لحن يغرده الليل في عزلتي،
وفي قصيدة لم تبرأ بعد 
من نشيد الغواية.

عبد اللطيف شاكير

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire