vendredi 29 mai 2020

غربة / الشعر لؤي كمال عمير .

يمَّمتُ نحوَكَ طالبَ الإحسانِ
و تركتُ أهلي  صحبتي خلّاني

ما كنتُ أحسبُ أنّ موتيَ قادمٌ 
لما خرجتُ مهاجراً أوطاني 

أغرتنيَ الدّنيا فحظِّي لم يكنْ
إلّا عذاباً قاطعاً شرياني 

الناسُ من حولي تعيشُ كريمةً 
و أنا المعذَّبُ قاصرُ الجنحانِ

قررتُ هجرَ البيتِ دونَ مهابةٍ
حتّى أحققَ مطلباً أضناني

وجّهتُ نحوَ البحرِ أطلبُ فرصةً
فإذا بهِ في لهفةٍ حيــــّــاني

قال المراكبُ سوفَ تبحرُ يا فتى 
فاصعدْ إلى حيثُ الوفير الداني 

وصعدتُ أنظرُ في الوجوهِ لعلّني
ألقى صديقاً في النّوى يلقاني

كلُّ الوجوهِ غريبةٌ هل يا تُرى 
الكلُّ مثلي طالبُ الإحسانِ ؟

و مضتْ سفينتُنا تشقُّ طريقَها
حتى اختفتْ عن أعيني شطآني

و الموجُ يضربُ و الرياحُ عتيّةٌ
و الفُلكُ باتَ محطّمَ الأركانِ

ألقيتُ نفسي و العُبابُ يلفُّني
و كأنّه بحرٌ من النيرانِ

ما عدتُ أعرفُ للوصولِ طريقةً
أمّا الرجوعُ فدربُهُ أشقاني 

و غدوتُ أنتظرُ المصيرَ و لم يكنْ
في البحرِ غيرُ فرائسِ الحيتانِ

أدركتُ أنَّ الموتَ حقٌّ للفتى 
و أَجَلُّ موتٍ مِيتَةُ الأوطانِ

عشْ في ثرى الأوطانِ و احضنْ تربها
فالعيشُ دونَ ترابها موتانِ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire