vendredi 11 septembre 2020

الشاعر علي هواري // صديقتي والقطار


 صديقتي .. والقطار .

-----------------

صديقتي ..

كم هي جميلة  ..

أحلام الصغار .. 

وكم هي .. بسيطة  ..

ساذجة ..

مستحيلة  ..

في رؤوس الكبار .. 

صديقتي  . . 

يبدو أنني الآن ..

ألملم أشيائي الصغرى  ..

أعيد ترتيب حديقتي  .. 

المتكهله بالأزهار .. 

بإستثناء .. بعض الأشواك .. 

المخبأة .. 

داخل الصخور والأحجار ..

صديقتي  .. 

غدٱ  .. في وقت ما .. 

سأغادر زنزانتي .. 

سعيٱ ..

وراء وجهك الملائكي  .. 

المرصع بالنجوم والأسرار .. 

صديقتي  .. 

أعلم جيدٱ  ..

بأن الطريق إليك  .. طويلة 

صعبة بعض الشيء  ..

وعرة .. 

عند المنعطفات الملتوية . 

 المخفية .. 

خلف ستائر  الكواليس  ..

تحت شموس الليل  .

وفوق أقمار النهار ..  

صديقتي  ..

لا يهم  ..

طالما قررت الاختيار ..

بقرار .. أو بدون قرار  .. 

فلا فرق ..

عند تمثالي الوهمي ..

المعروض مساء  ..

في صالات أزياء النساء  ..

وصباحٱ .. 

في متاحف الأثار .. 

صديقتي  ..

ها أنا ذا… 

أقترب من محطة القطار ..

أدخل من باب الودائع ..

وأكياس رسائل المحبين ..

المكدسه .. 

عبر بوابات الانتظار ..

لقد حجزت تذكرتين ..

الأولى لحقيبتي الورقية ..

لا أحب…  

أن يجالسني أحد .. سواك ..

لعل الصدفة .. تجمعنا .. 

مرة في العمر .. 

أراك فيها  .. أمامي ..

تبحثين بين العربات ..

 عن مقعد .. 

لا وجود له  ..  

إلا بجانبي ..  

في هذا القطار .. 

صديقتي … 

نسيت أسماء المدائن  ..

والأزمنة التي ..

تقيمين فيها .. 

إلا أنني .. سأترجل ..

عند أول مدينة ..

تتعطل فيها عجلات القطار  ..

مازلت أحفظ جيدٱ  ..

رقم هاتفك السري  ..

سأتصل بك .. منتظرٱ ..

في المقهى المجاور .. 

لأرصفة العاشقين ..

تحت ظلال الأمطار ..

صديقتي  .. 

كل ما عليك .. أن تأتي .. 

فأنا لا أعرف أحدٱ .. 

في هذا المقهى  ..

ولا أظن .. بأن أحدٱ سيعرفني ..

إلا أنت .. 

وصديقة الأقدار .. 

صديقتي  ..

سأحتسي قهوتي … 

وأرصد خطواتك .. الأتية ..

أراقب الأبواب والنوافذ .

وثقوب الجدران  .. 

المطلة على وجهي الكالح  ..

الملطخ بالانتظار .. 

صديقتي  ..

هل أنت هنا  ..

تنظرين إلي  ..

تفكرين .. 

في اختيار أفضل ..

أسوأ القرار .. 

صديقتي  ..

أسمع في الحين ..

همسات دموعك ..

وهي تتقمص ابتسامة إمرأة  ..

تجلس أمامي ..

في المقعد الخلفي .. 

من هذا المقهى  ..

المحشو بالأفكار ..

هاهي أخرى  ..

تدخل الآن…  

بكامل أناقة معطفها الخمري ..

تعانق رجلٱ .. تقبله ..

يشبهني إلى حد ما  ..

في زمن الانتظار .. 

صديقتي  ..

إنهم يرفعون الكراسي ..

فوق رؤوس المناضد الخشبية 

كما أنهم بدأوا ..

بتنظيف المكان .. 

تحت الأضواء الخافته ..

يبدو أنني الوحيد .. المتبقي ..

في هذا المقهى  ..

أو ربما  .. 

تم استبعاد اسمي ..

من سجلات الزوار ..

صديقتي  ..

يبدو أيضٱ  .. 

بأنك لم تأتي بعد ..

حسنٱ  ..

سأجد لك العذر المناسب  ..

فأنا  .. خبير ..

في صناعة الأعذار  .. 

صديقتي  ..

صوت القطار  ..

يصفر في أذنى ..

سأحجز تذكرة واحدة ..  

وأعود بدون حقيبة  ..

فقد دونت عليها  ..

أرقام هواتفك السرية  ..  

لعلها تصل بعدي ..

وتتعرف عليها يديك .

قبل أنفاسك الطاهره  ..

وحينما تجدين الوقت الفارغ ..

حاولي قدر الإمكان  ..

تصفح مابداخلها  ..

أو ما عليها ..

أرجوك . صديقتي  .

لاتركنيها في مكان مهمل ..

أقترح أن تضعيها ..

تحت سريرك  الخشبي  .

ك .. تعويذة للسعادة ... 

فقد كتبت لك فيها ..

كل أحلام الصغار ..  

صديقتي  .. 

ربما .. أبحث من جديد  ..

عن مدينة أخرى  ..

لا توجد فيها محطات  ..

ولا تعترف  .. 

بمقاهي الانتظار …  

… .. علي هواري  ...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire