أنسام من الموطن
نظم الشاعر الصادق الهلالي
أنسام غابي دفء لروح مهاجر لمّا يومًا يعود
إذ شرّدته زُيوفُ الأماني ولم يَلقَ ألفةً وأمانْ
فالغاب وعدُ حقٍّ يسحر اللّبّ يُلهمُ شِعرًا
كالتّيم للسّهارى،وجْدٌ يُدمي القلوب يهزّ الكيانْ
إن تمْرُرِ الغيومُ به ميّاسةًّ تراها ما تتعجّلْ
فهي رسم بديع بعينيْ من خطّها: بارع فنّان...
مزهوّةٌ أغصانُ الدّغال تختال في دلّها والدّلال
ترفّ أوراقها كغثيث حور على غصون البان
عند اللّقاء يخرّ فؤادي خشوعا للبهاء للخالق
ما عساه يفعل من يشهد مرورا لابنة ملك الجان
يحنو لإطلالة ، لابتسامة عذبة هديّة منها
عندها تزرع الأجنحة في الرّوح ، للطّيران
عند اللّقاء تجدني هاشّا باشّا معانقا بقيّة أحلامٍ
أضمُمْ بقايا إرث ضنين تهالك غيلة معانقا قائلا:
دمت موطنا هَوِيتُ(ُملهبًا ثراك بقبلاتي الحرّى)
أطلالا دفيئة ما نسيت من تلالك أيّ مكان
للارتواء بزلال ماء عذوب من فيك وقد شذا
من رضاب عيون تدفّقها يُنشينا حدّ الهذيان
زدنا مناغاةً، مناجاةَ جلِّ ما تحرّكَ، بين الدّروب
يُذوي لواعجَ فؤادٍ، يردّدُ صداها هذا الزّمان
هل قَدرٌ يا ترى أن يجدَ المرء نصفه حقّا ؟
فالرّوح للرّوح عند الوصال عرشٌ،ملك وصولجان
ترنو ولهًا وشوقا، عاليا فوق عالي قمم الجبال
في يقظةٍ ، في صحوها، في النوم، في الغفيان
لا تمْلُلْ، جَسورٌ ، تطير بعيدا ، تغامر عميقا
عُمق الوهاد ، بين الفجاج . وسط الجنان
للبناء ، لتشييد قصر للعشق ، عشق الحياة
روح أسيرة للهوى للجوى للنّجوى للحنان...
الشاعر الصادق الهلال
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire