لن تبرحي قلبي فإني
قد عرفتُكِ وبعدُ طِفلهْ
ومواعيدي إليك تبدو
مجردَ لهوٍ يومَ عُطلَهْ
وأنا أثملُ عند رُؤياكِ
أرعى بعينيكِ شُعلهْ
غير آبهةٍ بدنيا الكبارِ
وتعدَّيتِ عُمرَ الصغارِ
يبدو الصِّبا بعينيكِ
رغم ما عليك من دُرَرٍ
وأصداف لؤلؤ ومَحارِ
بدوت يوماً في أشهَى حلهْ
وانتِ بعدُ مازِلتِ طِفلهْ
وتعالى النخيل في بيتِكُم
وتعاليتِ أنتِ مِثلهْ
ونضَحَ الشِّعرُ في عينيكٍ
نضمتُ من الأبياتِ جُلَّهْ
تطايَرتْ حروفُهُ من قلبي
كقُبلةٍ وبعدها قُبلهْ
كم أحِنُّ لهذا البيْتِ
كان أجملَ ماقُلتُهُ كجُملهْ
كنتِ في نافذة قِطار
وأنا بأخرى عليها مُطِلَّهْ
يأخذني قِطاري الى بُعاد
ويأخذكِ قِطارُكِ الى ميعادٍ
كمْ وَدَدتُ أنا جَهلَهْ
فعٍشتُ في حنينٍ الى السَمَرِ
وجلساتِ شِعرٍ تحت القمرِ
ولو أنها كانت قِلَّهْ
لم تبرحي قلبي أبدا
أنت بالقليب تسكنين
تَتوَسَّطينَهُ كَيائِهِ
أنت له حَرفُ العِلَّهْ
هجرتِ كطير زاجلْ
طار حيث ساقَهُ الفضول
لم يحمِل خبرا ولا رسائلْ
وترك عُشًا لم يجد مِثلهْ
وها أنت اليوم عدتِ
عدتِ الى حفرةِ كتِفي
نامي ولا تخافي شيئاً
فأنا صاحٍ اليوم والليلهْ
لاتخافي من غريبٍ
لا تخافي من قريبٍ
لا تخافي العالمَ كلَّه!
نامي يا صغيرتي نامي
فمهما علَّمتكِ الدنيا
مهما كسبتِ من حروبٍ
مهما تفوَّقتِ في متاهاتٍ
على غيري وعليا
ستضلين والى الأبد
في عيناي مجرد طِفلهْ
دعي جفنك مطبقاً
ما أروع جفنك بعد النومِ وقبلَهْ
نامي ولا تدرِفي دمعاً
فموج دمعِكِ يُغرق قلبي
ويهزني كسيْلٍ ويدوسُني
حين يدوس هُدبكِ وكُحلَهْ
محمد بوعثماني
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire