الروائي قدري المصلح

الشتاء الآن
يأتي
مات القنديل وأمي
تحمل عتاد
بارودة
وقلم
قصيدة
أنا ابنة الأرض
تصورت فيها قبل حبة القمح
وولدتني للمسجد
قبة
وللصلاة
سجادة
وللثورة جبهة
وللقصيدة
كلمة
جئت الآن
من بين العطشى
قال الطائر
بأن الخبزة
مع إيكار
في المقبرة
حرت كيف أنزل بين الموتى
ماتوا عطشى
رغم الشتاء
كان الشال
على رأس الطفلة
بارودة وقصيدة
وكان الحجر
بيد الطفل
قنبلة
جئت الآن
من ظلمات الطرق
قهوة وخبزة
قانون الحب
في العالم قهوة
قانون المودة
في العالم خبزة
قانون الله علم الإنسان ما لم يعلم
مدرسة
الآن
بارودة وقصيدة
بلا رمح
ولا راية
صار النزف يمل مني
كم نزفت
ونزفت
والخبزة مع إيكار
في المقبرة
وأنا لا حجارة عندي
تصبح طائر
كي تشفع لي
من عتاد
البارودة
وكلمة
القصيدة
وكيف أنزل المقبرة
بين الأموات
ماتوا عطشى
والشتاء
بارودة وقصيدة
الآن
أرتدي ثوب أبي
كان زمن مضى
بين الجوعى
وكنا نجد الخبزة
مسجلة
على دفتر
بين الناس باب المخبز
ننتظر زمن رغيفنا
وجاء الشتاء
وكان أبي يرفع يده
نلحق دورنا
ويأتي الشتاء ولن نموت
عطشى
الآن
لم يعد ينفع قول
طفلة
السماء تمطر يا أمي
ولا طاقة لنا أن نستل الخبزة
من إيكار
في المقبرة
نخاف أن يصرخ الموتى
عندكم حجارة تصبح طيورا
ونحن متنا جوعى
فلن تسرقوا منا ومن إيكار
الخبزة
نزل علينا
رحمة
لأننا مُتنا جوعى
ونعود
الآن بارودة
وقصيدة
يا الله علمنا ما لم نعلم
ولا تجعل من الشتاء
بارودة
قبل كلمة
ابنة الارض
في القصيدة

الشاعر قدري المصلح
ديوان لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان
قصيدة :
الشتاء الآن