mardi 12 novembre 2019

عيناها والمطر // بقلم الشاعر البشير الشيحي

عيناها والمطر:

عيناها والمطر يحملان شتاء

ملوّن الماء

فدفء السّماء قصيدة.

وحزن البلاد موانىء

تحتسي بقايا قبل.

فما ألذّ المطر وهي كشال

تطربه ريح لذيذة..

وهذا قلبي

يمدّ شراعه لشَعرٍ دعته السّماء

ليعشق الانتشار...

ويسّاقط قلبي بلهفة تذيب الغيوم.

فيبتلّ عطر باريسيّ بذاك الحفيف الرّهيف...

لم أجد خارطة لها

فالعالم ضيّق وضاق.

وعيناها توسّعان مدارات التخيّل

تتملّصان من مغريات الضّباب

كأنها مزاهرحضن حنون

يضاحكها البلل الأنيق.

فأبتكر من حواسي سماء تمطر

بالزّغاريد....

و هذاالجيد اللّذيذ فريد يفرك بدائع الماء

تحت سماء تسبّح باسم الوعو...د

فأشرب مقدار شوقي الغناء

في عينيها أمطار تقهر

اصفرار الرّصيف الغريب

تغنّي على أراجيح المساء دون رقيب

فيتسلّل الحبّ ليقهر بكاء النّوافذ..

ويرسم طفلة تمشّط شعرها بماء لذيذ

من قبلات حميمة.

ويلثم أنثى أثارت مرافىء بحر غريب

فأجّج الماء.

هنا ذكرىّ تعرّت رغم البرود

وضحكة تداوم الرّقص على شفتيها

ألا انّي أراقص نموّ نداها

وأقطف من خصرها برتقالا عجيبا

كالأساطير. ...

عيناها والمطر العالق هناك

امتداد فنون

وبعض جنون يقاتل ضيق الغرف

وفي الشّفاه منابت فُلّ  من بذور المطر

" سنرجع يوما"

سنولد في التّجاويف

وآخر الخريف دون بكاء

سنرسم طفلا وطفلة في كلّ القصيد

ونزرع حباب المطر  في شوق مُعَادٍ

ونُخفي تحت الوريد بياضا جديدا.

البشير الشّيحي، سوسة تونس

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire