قصيدة نثرية بعنوان : الجسد....
جسدٌ ...
إن تكشّفَ البدرُ عن أطيافهِ ،
تكشّفَ البحرُ عن أصدافهِ ،
وانحنى خجلا فوق أطرافهِ ،
كيف يغيبُ خلف الأفقِ
وقد رسمتُ وجهَهُ على الرمالِ ،
ونقشتُ قلبَهُ على الصخورِ
ليظلّ الزمنُ عليهما محفورْ ؛
حبيبتي ...
لا تغيبي .. لا ....
فقبلاتي لم تزلْ
مطبوعةً
على شفاهكِ
كهذي الكلماتِ على الدفاتر ؛
خبئيني بين جفنيكِ
فالليلُ أتى
بوسادةِ الأحلام ،
كي أبصمَ حبي
هويةً لذاك الفرح ،
لتلك الصور ؛
تعالي بما تملكين من هوى ،
فنبضاتي تشتعلُ
شوقاً أحمقاً لا تعرفُ
كيف تصلُ إليكِ
فتتوهُ في متاهةٍ من شجر ؛
أنتِ كالفجرِ
حين يطلُّ على الأرضِ
يطلُّ بكل ضياء ،
وأنتِ كالغسقِ
حين يغيبُ عن النبضِ
يغيبُ بكل حيَاء ،
فلمَ اللثامُ
إن كان وجهُكِ
في قلبي مختبئاً
كالقمرِ في خسوف ؟!
ولمَ الغمامُ
إن كان فاهُكِ
عن شفاهي مبتعداً
كالشمسِ في كسوف ؟؟!!
خذيني
لأحلى ما لديكِ من طيوف ؛
فساعةُ القربِ أتت إليك للوقوف ؛
يا حبيبةَ روحي
يا كل ما تبقى لدي من أمل ،
يا جسداً يشعُّ منه الجمال ،
لا تغيبي ..لا ...
فقبلاتي لم تزل
مطبوعةً على خدّكِ
كتلك العباراتِ على المنابر .
شعر : أبو تمام عاصم البني . فنزويلا .. 15/01/2003 .

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire