زيف وقدر
***************************
قد ظن ليلى توافيه فراقها
وعيشه لم يطب الا بلقياها
وظن يقضي حياة كلها طرب
ويكشف الهم عنه كنه معناها
فظل يسعى سنينا سعي مجتهد
وكان مسعاه مقرونا بمسعاها
فما مضت سنة الا واعقبها
عام وعامان حالا دون مرآها
وعينه لم تزل بالليل ساهرة
وقد جفا الغمض حتى الفجر جفناها
ومثله قد غدت ليلى متيمة
ولا عج الشوق اضناه واضناها
فالجسم في سقم والقلب في حرق
وتبعث النار احشاه واحشاها
حتى اذا جمع الرحمن شملهما
وآن ان يضع اليمنى بيمناها
وبر في وعده من حيث عاهدها
ان لا يظلله في الحب الاها
فازا بارغد عيش دام متصلا
بالوصل والوصل ذاك الوجد انساها
قالت وقد صممت لابد من سفر
فيالها سفرة لم تدر عقباها
كانها فكرت في بدء رحلتها
لها يطيب بتلك الدار سكناها
فهل غداة سرت عنه ركائبها
تصورت سوف تلقاه ويلقاها
فطاوعت نفسها جهلا وما علمت
سيجلب البين طول الدهر مسراها
واخطأت وهي تدري انه رجل
قاسي الفؤاد ولم يغفر خطاياها
فاوجست خيفة في نفسها وغدت
تبكي سعادتها والدهر اشقاها
فلتبك ما بكيت لا القلب يرحمها
من بعد هذا ولا العينين ترعاها
ولتشكِ مابقيت في طول غيبتها
فالاذن في صمم عن سمع شكواها
قد اذهب الله مافي القلب من شغف
وراح يوم اذا نادته لباها
كأن ماكان لم يحدث ولم يره
وصد عنها ولم يلهج بذكراها
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،#الجوهر
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire