وتقولُ: يا برهوم، إنّك رائعُ
وأنا متابِعةٌ وأنْتَ متابِعُ
دعنا نغازل بعضنا في خلسةٍ
حتى تَشَابَكَ أعينٌ وأصابِعُ
لا تأمنَنَّ من الحوائط حولنا
فهناك آذانٌ لها ومسامِعُ
أدري بأنَّك معجَبٌ بي، إنَّما
أخشى الوشاةَ، فللوشاةِ دوافِعُ
قلتُ: اسمعيني يا أمانَ القلبِ، يا
سرّي الدَّفينَ، أنا بدونك ضائعُ
لا دخلَ لي في قيلهم أو قالهم
أنا عن سواكِ من العوالم قانعُ
وأهمُّ شيءٍ حبُّنا وغرامُنَا..
الحبُّ مِنْ جنّاتِ عَدْنٍ نابِعُ
عينَاكِ ما أحلاهما، أفديهما
لكن أجيبيني: أتلكَ مدامِعُ؟!
قالَتْ: نعم، إنّي بكيتُ لأنَّنِي
أصغيتُ حينَ وقفتَ عندَ (وسَارِعُوا)
إذْ كنتَ تتلو كانَ قلبي مُنصِتًا
وأظنُّ أنَّ الكَوْنَ مثلي خاشِعُ
وسكَبتُ مِنْ عينَيَّ بعضَ مشاعري
يا شاعري، ولأنتَ بحرٌ واسِعُ
قلتُ: الورى للهِ خَرّوا سُجَّدًا
ولنا كذلك في السُّجود مواضِعُ
وسجدتُ شُكرًا للذي أهداكِ لي
أنا ساجِدٌ لكَ يا إلهي راكِعُ
يا حلوتي، أنا رغم كُلِّ مساوئي
للهِ، ثُمَّ أبي وأُمّي طائعُ
أسعى لنَفْعِ النّاسِ حتى مسَّنِي
ضُرٌّ ولكنِّي بطبعي نافِعُ
آثَرتُ أحبَابِي وفِيَّ خَصَاصَةٌ
ما بِتُّ شَبْعانًا وجارِي جائعُ
لا شيءَ أخسَرُهُ، فقَلْبِي جنَّتِي
مَنْ يَشْتَرِي قَلْبِي فإنّي بائعُ؟!
#إبراهيم_طلحة
13 فبراير 2020

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire