Ismail Abdelhadi
الشاعر اسماعيل عبد الهادي
نُتَفٌ من سُطورٍ بَقَيْنْ
.. ثم أدلف يده في جيب سترته الداخلية
ليستلّ منها بقايا سيجارة كان يشعلها بين الفينتين لمرّات متتالياتٍ ومتعاقباتٍ طوال
وبين الثنتين منهن فواصل
من سويعات يومه
التقمها بين شفتيه المتشققتين
وعضّ عليها لكي لا تفلت من بينهما
ذاك لصغرها ولا لشيء آخر
ثم بيده الأخرى أخرج عوداً من ثقاب
مرّ به على حجرٍ من جدارٍ هارٍ بقربه
فخرج منه وميض نار
ثم أشعل به ما تبقى من سيجارته
أخذ يعبّها بحرارةٍ
كان كمن يمتص بقايا طعام علق في قاع زجاجةٍ أو بين الثنايا ظلّ عالقا
أو كمن كان ظميئاً
وكاد يهلكه العطاش
وفي ذات الوقت وذات المكان
كانت عيناه تطّوفان وتحلّقان في الأرجاء
كمن يبحث عن خبيئة بين حروف الزمان المسافر وصور المكان الملبّد بالتصاوير والأفكار
كان مشدوهاً وحائرا
تراه وهو يجوب بناظريه
و بجسمه المجعلك والنحيل
يتلوّى إلى اليمين طوراً
وإلى اليسار بآخر
لكأنه ثمل من دخان سيجارته المتصاعد
و سكر من ترانيم الصور التي كانت تجول بذاكرته وخاطره من أمسٍ مضى وغاب
حتى كدت ترينه لا يميز بين ذاك الماضي ولا هذا الحاضر المتبدّي
والأدلّ على ذلك لما سار بضع خطواتٍ قليلاتٍ وكان يترنّح فيها ومعها وبينها كاد يقع ويهوي
وفعلاً هوى وحقيقةً وقع
أجأته مسرعاً كمن أصابني الخبل
أو شيّاً من المسّ بي والجنون
أخذته بين راحتي
ثم ضممته الى صدري
وجعلته بين نحري وسحري
عانقته كمن أجاء من سفرٍ بعيد
قبّلته حميماً
شممته كأنه شهيق تنفسي
حرّكته
وقلّبته
ناديته
وصرخت بوجهه لأن يعود
أمسكت بأصابع يده المرخاة
ودسستها بين أصابعي
وجعلت خدي على خدّه
حتى ...
ليستلّ منها بقايا سيجارة كان يشعلها بين الفينتين لمرّات متتالياتٍ ومتعاقباتٍ طوال
وبين الثنتين منهن فواصل
من سويعات يومه
التقمها بين شفتيه المتشققتين
وعضّ عليها لكي لا تفلت من بينهما
ذاك لصغرها ولا لشيء آخر
ثم بيده الأخرى أخرج عوداً من ثقاب
مرّ به على حجرٍ من جدارٍ هارٍ بقربه
فخرج منه وميض نار
ثم أشعل به ما تبقى من سيجارته
أخذ يعبّها بحرارةٍ
كان كمن يمتص بقايا طعام علق في قاع زجاجةٍ أو بين الثنايا ظلّ عالقا
أو كمن كان ظميئاً
وكاد يهلكه العطاش
وفي ذات الوقت وذات المكان
كانت عيناه تطّوفان وتحلّقان في الأرجاء
كمن يبحث عن خبيئة بين حروف الزمان المسافر وصور المكان الملبّد بالتصاوير والأفكار
كان مشدوهاً وحائرا
تراه وهو يجوب بناظريه
و بجسمه المجعلك والنحيل
يتلوّى إلى اليمين طوراً
وإلى اليسار بآخر
لكأنه ثمل من دخان سيجارته المتصاعد
و سكر من ترانيم الصور التي كانت تجول بذاكرته وخاطره من أمسٍ مضى وغاب
حتى كدت ترينه لا يميز بين ذاك الماضي ولا هذا الحاضر المتبدّي
والأدلّ على ذلك لما سار بضع خطواتٍ قليلاتٍ وكان يترنّح فيها ومعها وبينها كاد يقع ويهوي
وفعلاً هوى وحقيقةً وقع
أجأته مسرعاً كمن أصابني الخبل
أو شيّاً من المسّ بي والجنون
أخذته بين راحتي
ثم ضممته الى صدري
وجعلته بين نحري وسحري
عانقته كمن أجاء من سفرٍ بعيد
قبّلته حميماً
شممته كأنه شهيق تنفسي
حرّكته
وقلّبته
ناديته
وصرخت بوجهه لأن يعود
أمسكت بأصابع يده المرخاة
ودسستها بين أصابعي
وجعلت خدي على خدّه
حتى ...
مع تحيات /
الشاعر اسماعيل عبد الهادي
أبو آمن
الشاعر اسماعيل عبد الهادي
أبو آمن
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire