dimanche 26 juillet 2020

أنا غيمة تمطر لهفة وعناقا // ناريمان معتوق

أنا غيمة تمطر لهفة وعناق/ناريمان معتوق

عندما لا ينفع الصراخ
ولا الصوت المثقل بالهموم
عندما لا ينفع اللوم ولا العتاب
عندما يحترق داخلنا
ولا نعلم من أيقظ فينا مشاعرنا الحزينة
عندما نهمس للقدر ها نحن هنا 
ألا ترانا
ألا تسمعنا
نحن هنا نتألم نشعر
بالخذلان،
بالقهر،
بالعذاب،
نحن هنا نبكي نتألم من ظلم البشر 
نحن هنا ما بين نارين
نار القرب
ونار البعاد
نحن هنا نترجم أحاسيسنا في كبد السماء
نرجو منك أن تسمعنا يا الله
دعنا نغمس من حبر أوجاعنا 
دعنا نكتب أمانينا أحلامنا المبعثرة
دعنا نحيا بسلام
أيها الآتي من زمن الصبر 
دعنا نلوّح للغيمات
للسماء،
للمطر،
للحلم،
لشعاع الشمس نحن هنا...
أنا امرأة الوقت 
كفراشة تنازع مكانها ولا تحترق
لا يرفّ لها جفن الخوف
تزرع الأقحوان على باب دارها المؤصد
تتراكم فيها كميات كبيرة من القهر
فوق أعتابها...حلم رجل
أنا امرأة هزّت سكون الليل بدمعة 
وفجرها بابتسامة
عانقت ظلها عند الظهيرة
أنا امرأة بكت لها ألف دمعة 
على سجادة الصلاة المورقة بالخجل
كي تولد من جديد 
أنا غيمة تمطر لهفة وعناق
أنا لوح يكتب عليه الأحجيات 
في صدر السماء
أنا هنا وهناك
على أعتاب دارك تتخفى كحلم 
تهرب من واقعها
وتلوّن النجمات 
وتظهر كقوس قزح
تعانق السراب وتصرخ في وجه الريح
هيهات أن تسرق أحلامها
هيهات أن تكسّر أقلامها
هيهات أن تبعثر أيامها
أنا ياقوتة هربت من كتب التاريخ 
حارت بها الأقلام ترى من تكون؟ 
ولمن تهمس 
حروفها ،
مدادها، 
كلماتها،
أنا صوت حق يقال 
أنا نسمة ربيعية
جبلت بتراب الوطن من الحب
من الأرض الندية عطرها
وتتساءل من أنا 
أنا الحب، 
أنا الكره،
أنا الغضب،
أنا شعلتي من نار
أنا الآتية من ليلك الغدّار
أنا روحك وسحابة صيف تهدر كالإعصار
أنا حلم لديك ليل نهار
تذّكر من أنا...أنا أكبر من الإعصار
(أنا غيمة تمطر لهفة وعناق)

ناريمان معتوق/لبنان
24/7/2020

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire