lundi 17 février 2020

صور من الزمن العتيق // حسن شرشا

صورٌ منَ الزمنِ العتيقِ 
السامي
تأتي بفاتنتي مع الأحلامِ
تأتي فتقتلُ منْ تشاءُ بلحظها
وَ بقدها الممشوقِ مثلَ حسامِ
سلطانةٌ فوقَ العصورِ تمكنتْ
في حكمها تختارُ أيَّ نظامِ
أمّ البدايةِ في ملامحِ وجهها
وجهُ الحضارةِ مرموزٌ بإحكامِ
ذي قارُ يا اسمٌ عليه تناثرت 
روحُ الزمانِ وَحكمةُ الأعوامِ
لنْ أسألَ التأريخَ عنكِ فإنما 
هوَ طفلكِ الملقى بغيرِ فطامِ
في أرضكِ التأريخُ يبحثُ والهاً
عنْ نفسهِ عنْ منبتِ الأقدامِ
عنْ عيدِ مولدهِ عنْ بيتِ نشأتهِ
عنْ أولِ الخطواتِ وَالأحلامِ
إذ تنسجينَ لهُ صحائفَ مهدهِ
وترتبين حوادثَ الأيامِ
إذ تكتبين إذا أردت موتهُ
أو تختمينَ حروفهُ بسلامِ
أنت حكايتهُ فكلُ وجودهِ
فيما عداكِ حكايةُ الأوهامِ
لا تخبريهِ بأنَّ دهراً أسوداً
يجثو عليكِ ممزقَ الأكمامِ
لا تخبريهِ بما تكسرَ في الصدى
من صوتِ مفجوعٍ بيومٍ دامي
لا تخبريهِ بأنَّ "خمبابا" أتى 
بينَ الجداول مختبٍ بلثامِ
لا زالَ طفلكِ في قرارةِ نفسهِ
يهفو إليك بلهفةِ الأيتامِ
لا زالَ يحملُ في الحنايا ثورةً
تأبى الخمود عصيةَ الأعلامِ 
لا زالَ في ألقِ الشبابِ حضارةٌ
جبارةٌ تجتاحُ كلّ ركامِ 
ذي قارُ يا شغفي وكلُّ صبابتي 
سيظلُّ سحرٌ في هوائكِ هامي
ويظلّ منْ سعفِ النخيلِ بخافقي 
ولهٌ وفي قصب الفراتِ غرامي

حسن شرشاب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire