الجوفي أقطارنا ربيع / الشاعر المتألق طارق المحارب .

طارق المحارب ..

3/4/2019

الجوفي أقطارنا ربيع ..

الجوُّ في أقطارِنا ربيعُ !!

وردٌ وزهرٌ ونباتٌ باسقٌ ..

 جداولٌ ومنظرٌ بديعُ  !!

مامنْ غبارٍ خانقٍ أو أتربهْ 

ما من رياحٍ ناحبهْ

مامنْ رعودٍ صاخبهْ

ولا صباحٌ باردٌ  يأتي ولا صقيعُ  !!

أفلا يحقُّ لصدرِنا أنْ يستريحَ  ..

منَ العناءِ ومنْ شتاءٍ قارسٍ ..

ومنْ  و منْ   ؟!!

بلى  بلى  من حقِّنا التَّمتيعُ  !!

كثيرةٌ أسئلتي

قليلةٌ أجوبتي

ما منْ جوابٍ مُقنعٍ

وإذا  أجبتُ فخاطري مُزدحِمٌ

ولذا جوابي مُبهَمٌ ..

ينتابُهُ  التَّقصيرُ والتَّقطيعُ

كلٌّ ينامُ ومقلتاهُ تحلمانِ بعيشةٍ ..

لا ضَنْكَ يأسرُها ولا تجويعُ

والكلُّ يحلمُ أنْ يرى طفلا لهُ قدْ شبَّ ..

لا فقرٌ يُهدِّدُهُ ولا ترويعُ 

لكنَّ أحلاماً لنا في يقظةٍ ..

تُغتالُ مِثْلَ أبٍ لها وتضيعُ  !!!

الجوُّ في أقطارِنا ربيعُ  !!

هذي الفراشاتُ التي في حقلِنا :

هلْ يا تُرى  إنْ غادرتْنا يحتفي..

بذهابِها التَّوديعُ  ؟!!

أم إنَّها مِثلُ القتيلِ تقطَّعتْ أشلاؤهُ ..

وتبعثرتْ ..

لانعْشَ يحملُها ولا تشييعُ  ؟!!

الجوُّ في أقطارِنا ربيعُ  !!

والموتُ سُحْبٌ قَطرُها دمُنا ..

وأرضٌ اجدبتْ ..

والغيثُ مُنهمِرٌ ..  !!

فكيفَ نباتُنا تحتَ الثَّرى ينمو ..

فتأكلُ جذرَهُ الدِّيدانُ ثمَّ يضيعُ  ؟!!

هم يزرعونَ ويأكلونَ ..

وزرعُهُمْ خيرٌ وفيرٌ دائماً  

إلَّا بلادي مابها إلَّا الرَّدى ..

وهمُ لديهِمْ يُثمرُ التَّصنيعُ  ؟!!

تأتي المياهُ منَ السَّماءِ غزيرةً ..

في كلِّ ناحيةٍ.. فتروي زرعَهُمْ

وزروعُنا أجرٌ إضافيٌّ لهمْ !!

هلْ نحنُ بعنا زرْعنا امْ فاضَ عنَّا ..

فتصدَّقنا بهِ ..

أمْ إنَّهُ التَّقسيمُ في الأرزاقِ والتَّوزيعُ  ؟!!

أمْ إنَّ مَنْ يدعو لنا بالخيرِ ليسَ بصادقٍ ..

حتَّى ازدراهُ يدعُّهُ الينبوعُ  ؟!!

غشَّتْ دكاكينٌ لنا زوَّارَها ..

لا يُشترى منها فكيفَ تبيعُ  ؟!!

كثُرتْ متاجرُ أمَّةٍ مُعظمُها لو كانَ عدلٌ ..

حُكْمُها التَّشميعُ  !!

هلْ افلستْ أرواحُنا ..

أم أفلسَ الإعلامُ والتَّنويرُ ..

والتَّعليمُ والقانونُ والتَّشريعُ    ؟؟!!!

بقلمي ..