دموعُ المرايا
د. أحمد العزي صغير
------
سلامُ الأرضِ في غسقِ النَّوايا
غدا بؤساً بأحداقِ المرايا
وغِيضَ توهُّجُ الأحلامِ ثراً
بناصيةِ المدى أضحى شظايا
وأيقظَ شهوةَ التِّنينِ عصرٌ
أصابعُهُ مزاميــرُ المنايا
تسيلُ على دمِ الإنسانِ جمراً
على إيقاعِهِ تفنى السَّجايا
وتذبلُ في غياهبهِ نجومٌ
نما بمدارها صخبُ البغايا
ليحتنكَ السكينةَ والأماني
وناموسَ الحياةِ صدى الخطايا
***
تنهُّدُ شهوةِ البارودِ فضٌّ
هلاميٌّ يعربدُ في الحنايا
تنامى عارماً في كلِّ أفقٍ
ليحرقنا كأكوامِ النَّفايا
فما من ضفَّةٍ نأوي إليها
وموسيقا الفنا تقفو خُطايا
أنادي .. يغمرُ الآفاقَ صوتي
وما من أمةٍ سمعت نِدايا
حديثُ الجنَّتينِ دمٌ وحزنٌ
على شهقاتهِ تجري الحكايا
"فلا وطنٌ يلمُّ العمرَ منا
ولا أملٌ يلوذُ بهِ الضَّحايا"
ولا أمنٌ يرفُّ و لا سلامٌ
يضمِّدُ بعضَ آهاتِ الرَّعايا
ليذبلَ في لسانِ الأرضِ يفنى
غدُ الإنسانِ تأكلهُ الرَّزايا
ويهطلُ كالذُّبابِ على انطفائي
غبارُ البؤسِ موبوءَ النَّوايا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire