vendredi 24 janvier 2020

قارورة عطر / للشاعر المبدع :: خلف لطيف محمود

قَارُورَة العِطْر . . 
قَارُورَة العِطْر تَلَفَّظ أَنْفَاسُهَا . . 
تَرَاقَب اِنْكِسار صُورَتُهَا فِي مَرَايَا . . 
غُرْفَتِي . . 
لازالت فِي يَدِي . . 
يضغط إبْهَامَي عَلَيْهَا . . 
أعصرها تنفح مَا تَبَقَّى مِنْ شذاها . . 
عَلَى سترتي . . 
أَضَعُهَا عَلَى الرَّفِّ . . 
بَصَماتٌ أَنَامِلِي عَلَى زجاجها . . 
لِمَاذَا ينتابني شُعُور بِالْأَسَف . . 
وَأَنَا أَضَعُ عَلَى معصمي . . 
سَاعَتِي . . 
أَشْعَر أَنَّهَا ترمقني بِنَظَرِه وَدَاع . . 
انْتِظَار الراحلين عَلَى أرصفة الْحُنَيْن . . 
ضَيَاع . . 
ادقق مَع المرايا اِكْتَمَلَت . . 
أناقتي . . 
أغادر أَسْحَب خطواتي . . 
أهْيَم فِي الشَّوَارِعِ تَائِهَا . . 
أتطلع فِي مَلاَمِحِ الْوُجُوه . . 
لَا أَعْرِفُ إلَى أَيْنَ . . 
وِجْهَتِي . . 
مِثْلِ هَذِهِ الْأَيَّامِ وديسمبر يودعنا . . 
كُنَّا مَعًا . . 
نرقص عَلَى ضَوْءِ الشُّمُوعِ . . 
أهديتني عِطْرًا بَلَل غِلَافِه الدُّمُوع . . 
وَافْتَرَقْنَا ! ! ! 
بَعْدَ أَنْ طُبِعَتْ عَلَى جَبِينُك . . 
قِبْلَتِي . . 
اللَّيْل وَزَيَّنَة أَعْيَاد الْمِيلَاد . . 
وَعُيُون تَرَاقَب عَقَارِبُ السَّاعَةِ . . 
يُغَالَب الرَّمْش السُّهَاد . . 
فَقَط طيفك يُؤنُس . . 
وَحْدَتِي . . 
كَيْف اسْتَقْبَل الْعَامّ الْجَدِيد . . 
لِمَن سَأَقُول عَاما سَعِيدا . . 
وَتِلْك الثَّوَانِي قَبْل الْإِعْلَان . . 
تُخْنَق أنفاسي وَتَقْتُلُ مَنْ الْحَسْرَةِ . . 
لَهْفتِي . . 
أَعُودَ إلَى الْبَيْتِ . . 
أتأمل تِلْك النُّجُوم الْبَعِيدَة . . 
رِوَايَات الْعِشْق فِي الشَّرْقِ . . 
لَيْسَت دَوْمًا سَعِيدَة . . 
عَلَى سَارِيَةٍ الِانْكِسَار وَالْخِذْلَان . . 
ارْفَع رَايَتِي . . 
قَارُورَة العِطْر . . 
مِن يهديك إلَى شَخْصٍ مَعْنَاه فِرَاق . . 
هَكَذَا يُقَال عِنْدَنَا فِي الْعِرَاقِ . . 
الْآن عَرَفْت لِمَاذَا أهدتني عِطْرًا . . 
حبيبتي . 

                         خَلْف لَطِيفٌ مَحْمُودٌ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire