أغارُ ..
أغارُ عليكِ من أنسامٍ تُهامِسُ وَجنتَيكِ
و تُراقِصُ خُصْلاتِكِ باستهزاءٍ
أغارُ منْ نُورٍ يَهيمُ على مُحيَّاكِ
و يُزاحِمُ أَلَقَ عَينَيكِ
أغارُ منْ تَغريدِ البلابلِ
فأحسَبُها لمُقُلَتَيكِ مُغازلةً
و منْ شُموعِ المِيلادِ إنْ أبهجَتْكِ
فأظُنُّها تسرِقُ مِنِّي ضَحِكاتِكِ
أغارُ عليكِ منْ كُلِّ هَمْسٍ
فأنتِ لِأُنسي مَخلوقةٌ
و لِبَهجةِ قلبي مُربِّيةٌ
يا مَنْ كَسَوتِني بدِثار الشُّكوكِ
💥 💥 💥
أغارُ و الغِيرةُ شَوكةٌ لِفَؤادي
تُؤْذي رُوحي ..
و تُوقِدُ الأرَقَ في عَينَيَّ
و تُطلِقُ أَعِنَّةَ الظُّنونِ في نفسي
تُثقِلُني بالهمومُ في غَمرةِ حُبِّكِ المُبَرِّحِ
و قلبي مُتقلِّبٌ على جَمراتٍ
أضرَمَتْها غِيرتي عليكِ
حتَّى باتَ الحُلُمُ العَذْبُ عَذاباً
أفسَدَهُ صِراعُ الفِكرِ و القلبِ
💥 💥 💥
أغارُ و الغِيرةُ بُرهانُ عِشقي
و تأجيجٌ لِحَمِيَّتي ، و إكبارٌ لكِ
سَمَوْتُ بكِ على مَغانمِ الدُّنيا
و جعلْتُكِ مَلاكي ، و تَوْءَمَ روحي
فقدْ بِتِّ الوَريدَ الذي يَمُدُّني بالأرماقِ
و يُطَيِّبُ حياتي بعَبيرِ الجَمالِ
ما عُدْتُ أبتغي منْ دُنيايَ إلَّاكِ
فدُونَكِ وُحْشةٌ و جَدْبٌ و فَناءُ
و قُربَكِ أتوهُ في بَهاءِ الأحلامِ
💥 💥 💥
كيفَ لا أغارُ ..
و أنتِ مَلاكٌ في ثَوبِ البشرِ ؟!
غَمَرْتِ حياتي بأريجِ الصَّبا
و رَوَيْتِ فُؤادي بمُتَعٍ لا تنضَبُ
و أثملْتِني برَحيقٍ ما ذُقْتُهُ قبلَكِ
فكيفَ لا أُضمِرُكِ بينَ جَوانحي
و أجعَلُكِ ظِلَّي أنَّى يمَّمْتُ ؟!
كيفَ لا أدرأُ عنكِ الرَّنا
و ما عُدْتُ أرنو لِسِواكِ ؟!
💥 💥 💥
سأجعلُكِ أسيرةً في قلبي
و إنْ ضاقَ بكِ ..
فرَحابةُ عَينَيَّ لكِ خيرُ مَقامٍ
سأغتني عنِ الأنسامِ و الأنوارِ
فهَالةُ وَجهِكِ يُغنيني
و رَهافةُ صوتِكِ يُنعِشُني
فَلِمَ لا أغارُ ، و قد ضِعْتُ في هواكِ ؟!
يا مَنْ جعلَتْ ضِيقي فَرَجاً
و كُوخي قصراً نَيِّراً
محمود بريمجة - سُوريةُ .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire