samedi 1 février 2020

ذاك ..// للشاعر خلف لطيف

ذَاك . . 
ذَاك الغُمُوض يَلْتَفّ حَوْلِك . . 
طلاسم عَرّافَة تنبئني أحزانك . . 
مَدِّ الْبَصَرِ . . 
يحيلني حَدِيثِهَا إلَى جَمْر . . 
بَقَايَا رَّمَاد مِن لَهَيْبُ النَّارِ . . 
إذَا اِسْتَعَر . . 
رِيَاح تِشْرِين تَهُبُّ عَلَى جرفي . . 
تَتَلاطَم الأشواق . . 
تَتَسَاقَط الْأَوْرَاق . . 
أَيْلُول مَضَى ولازلت أَحْمِل حَقَائِب . . 
السَّفَر . . 
يَا نَبْضا فِي الْوَرِيد . . 
يُعَانِق ذَاك العَالِق فِي ذاكرتي . . 
يقف في موانئ ألروح مِثْل مرساتي . . 
أَيْن ماحِل وَاسْتَقَرّ . . 
كَأَنَّك الْوَشْم حُفِرَت عَلَى ذِرَاعِي . . 
إبْرَة الْأَيَّام كُلَّ يَوْمٍ حَرْف . . 
يغمسه فِي كَحِلّ الْعُيُون . . 
مَتَى يَكْتَمِل السَّطْر . . 
تلسعني ذكراك . . 
دقات قَلْبِي مُنْذ لقياك هَاجِرَة . . 
شَهِد ثغرك يَجْمَع ثَلْج وكروم . . 
وَالنَّار فِي مُهْجَتِي حَمَمٌ البراكين . . 
وَأَنْت زُهْرَة الصَّبَّار لَا تَخْلُو . . 
مِن الْإِبَر . . 
أبَات خَال الْوِفَاض مُزْن الصَّيْف . . 
سَحَائِب تَلَبَّد سمائي بِالغُيوم . . 
تُخْبِرُنِي أَنَّ نسائم المساء هموم . . 
شَمْس تَمُّوز تَجَفَّف ذَاك . . 
الْمَطَر . . 
أَلَمْلَم مِنْ أَطْرَافِ النَّهَارِ الضِّيَاء . . 
وَاللَّيْل يُنْسَج خُيوطُه نَحْو الْسماء . . 
تَذَر بَيْن الْمَئاقِي دُمُوع الْجَفَاء . . 
كَأَنَّك الشَّمْس يَسْتَمِدُّ مِنَ نُورَك . . 
وَهَج الْقَمَر . . 
إلَى حِمَاك حَادِي الشَّوْق يَسْبِقَنِي . . 
ارْفَع مرساتي وَرِيَاح الصَّبَابَة تدفعني . . 
عَلَى صَقِيع النَّوَى تتجمد خطواتي . . 
أَيْنَ الْمَفَرّ . . 
ياعلقما كُلَّمَا أَسْتَكِين يَقْض مَضْجَعِي . . 
شَهِد لِقَائِك قَدْ كُنْت يَوْمًا تَدَّعِي . . 
نَبَت الزَّيْزَفُون عَلَى أرصفتي . . 
وغادر محطتي . . 
قِطَار الْعُمْر . 

                                خلف لطيف

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire