Samia Bencheikh / الكاتبة ساميه بن الشيخ / " حدث في مثل هذا اليوم "

Samia Bencheikh

الكاتبة ساميه بن الشيخ

حدث في مثل هذا اليوم (12/7/2018)
لا شك أن الأرواح على فرط جمالها لا تنظر إليك بمثل العين التي تنظر بها اليها لأنها تحت تأثير مخذر النفس.
ان الشر عنصر أصيل في الحياة و لو أزيلت جميع الشرور منها لتحولت الى سأم لا يطاق فكلما صادفنا المزيد من الخير والصدق والوفاء انتابنا المزيد من الملل و الضجر. اننا تعساء في الوحدة وفي غيرها. نحن نشبه القنافذ نلتصق بعضنا ببعض طلبا للدفء الا أن شدة الازدحام تزعجنا و لكي يكون المرء سعيدا يجب أن يجمع بين الجهل والجنون لأن هذا الأخير يجنبه تذكر العذاب.
ألا ليت للأرواح ألسنة لخرجت عن صمتها ولأخبرتنا عن دموع لم يرها أحد عن ابتسامة عن هناف.. قهقهة أو ربما صخب روح مكلومة.. عن رسائل كتبت ومزقت أحرقت أو لربما تركت داخل كسر خزانة لينهشها الغبار. ليت ما في قلوبنا يرى حتى لا تسود قلوب غيرنا. كم هو مؤلم أن تتحول الجروح والقروح الي دروس تلبسك ثيابا غير تلك التي ألفتها. فمن الأشواق والمكبوتات المحفورة في النفس ما يملأ الدواوين ولتعابير الوجه وتقاسيمه ما يعجز المعاجم. نحن نفتش عن ذكرى ما في مكان ما نسافر عبر الزمن ربما نبتسم وربما نحزن نذرف دموعا أو نتنفس الصعداء في شهقة أو رنين صوت ممتليء أو ثقل تنهيدة. الكل يخون حتى الذاكرة فهي جاحدة كاذبة مثقوبة تحسن تقمص الأدوار بارعة في الاحتفاظ بكل الذكريات عدا الجميلة منها. كم من صدفة جمعت فأسعدت و كم من قرار أزهق الأرواح ومع هذا وذاك تستمر عجلة الزمن في الدوران لأجل البقاء الى حين صدفة جديدة أو ربما قدر جديد فتعاد الكرة لنحزن أكثر فأكثر كونها توقظ فيك مواجع اخمذتها الأيام والسنون وقد تفتح لنا أبواب الطمأنينة والنجاة. قد يجمعك القدر بمن تحب ويفرقكما قرار.. يا للعجب!! أيعقل أن يكون للعبد الضعيف سلطان على القدر؟لم يحلو لنا دائما أن ندوس على قلوبنا طاعة لجشع وغطرسة عمى كبرياء ونفس مغرورة تجهل مواطن سعادتها؟!
قد تذبل مسافات الشوق وتسقط معها أوراق الورد والود لنصبح أغرابا وأن لمن أصعب أنواع التعلق ذاك الذي يشبه إدمان الروح للروح. ما كنت أحسب أن الكراهية تنال من الإنسان هذا المنال العظيم فأتأسف لعلاقات جميلة تغيرت وأجهضت في عمقها وانقطع حبل ودها.. تبا لمن لا يقدر عطاء الروح ونقاءها وعجبا لزمان تبحث فيه عن الوفاء فيهمس لك أنه غير موجود.. تغيرت مفاهيمه فأصبحنا نكتفي بالعيش على آثار الذكريات...
الكاتبة ساميه بن الشيخ
12/7/2020