شعوري وانا أعبر الأربعين // الشاعرة سميا الدكالي

#شعوري_وأنا_أعبر_الأربعين

 🎸

مابالي أستشعر بغصن عمري قد جف وذبلت ازهاره فجفت معه مشاعري بعدما اكتفت وتعبت من العطاء أحاطتني شرنقة الحسرات من كل جانب وأنا أعبر أعتاب الأربعين.

أحاول أن ألملم بعضي واستجمع قواي بعد أن هدتها السنون وسقطت مني آمالي واحدة تلو الأخرى فانطفأت شعلة حماسي.

يقولون أن في هذا العمر تثوق المرأة لتكون زهرة حتى يتسنى لها نقل حبيبات الطلع فأسال نفسي مستغربة: ولما أنا لم تعتريني تلك الرغبة الجنونية ألست مثل غيري من بنات حواء ؟؟ أشعر أني لست بخير في هذا العمر....

يذكرني عمري أنه لم يبق لي من سنيني أكثر مما قضيته فاغلب أعمار أمتنا ما بين الستين والسبعين كما جاء على لسان الحبيب نبينا.

ايامي كلها كانت متشابهة كالرحى تدور وتدور لتطحن نفسها لم أحسب عمري الذي مضى بعدد السنين التي قضيتها بل بالأوقات التي سعدت فيها تلك كانت معادلتي ربما لأني لا اكتفي بحياة عادية تمشي بنفس الوثيرة أو ربما لأن حلمي ظل قيد الانتظار ولم يخرج للنور.

والآن بعد كل هذا أقف وقفة محاسب مع نفسي أحاول أن أرمم شرخ المتاهة التي عشتها علني أدرك نفسي وآخذ بيدها حتى لاتظل معلقة قي سرداب الأيام المتشابهة.

أحاول أن أعيد بصيص الأمل في ماتبقى مني بعد أن عصف الإكتئاب كل زوابعي قررت في داخلي أن لا احسب عمري بعدد ايامه بل بعدد لحظاته السعيدة وان أسعد نفسي ما أمكنني فكل منا بإمكانه أن يجعل حياته سعيدة فقط تبقى مسألة إصرار وتحدي تجاهل ورضى ...

شيء واحد أدركته في عمري آلا وهو أن في الأربعينات نكون قد لبسنا رداء الحكمة وخلعنا ثوب الاستهتار والغفلة أو ليس في هذا العمر قال فيه ربي عز وجل " حتى إذا بلغ أشده وبلغ اربعين سنة قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وان أعمل صالحا ترضاه...." 

نعم هذا دليل على أن هذا العمر هو استيفاء كمال العقل والفهم وبلوغ الأشد ومعرفة مقدار نعم الله علينا وهو سن المحاسبة نعم محاسبة كل واحد منا نفسه على ماقدمته سنينه الماضية من حصاد  حتى يدرك نفسه فيما تبقى 

             #سميا_دكالي